مقدمة بقلم الأستاذ : حُزين عمر


على عبد العزيز .. والعيال !!
بقلم الشاعر : حزين عمر
*********************
هل شعرت بظلمك لأحد تعرفه ؟! هذا هو إحساسى وأنا أقرأ ديوان العامية هذا لعلى عبد العزيز ، وقد بادر بتقديمه إلى أخى العزيز المبدع الصامد عبد الفتاح عبد الرحمن الجمل ..
مبعث الظلم أنى لم أقرأ لشاعر متألق كعلى عبد العزيز ، ولم يجر لسانى بكلمة إنصاف له بأى تجمع أدبى .. كيف يحدث هذا وكثيرون من "واغش" الكتابة العامية يقتحمون علينا منافذ الإعلام والنشر والماء والهواء ، بينما يكمن عبد العزيز على قصائده : ويتخذها مأوى ومنطلقاً ورصاصة فى وجه الخضوع والفساد والإفك المبين ؟!
ظلمنا هذا الشاعر ، وأنصفه الجمل .. ولم ينتزع إحساسى هذا إلا متعة ودهشة تسربت إلىَّ عبر القصائد ، فتحركت مكامن النفس بدرجاتها المتفاوتة : العميقة هناك من آلاف السنين (لا دلو جانى يشدنى ، ولا عير باعونى للعزيز) وليس الشاعر بحاجة إلى استفاضة ليكشف ركام آلاف السنين بهذه الجملة الشعرية ثم يرتفع طبقة أخرى ـ نفسياً وتاريخياً ـ حين يقول : (يثرب العشاء الأخير) حتى يصل بنا إلى مايدور على ألسنة العامة من حكمة وأمثال ومايجرى على نغمات الربابة من سير شعبية .
ويبدو لى أن علياً قد شغله كل انشغال أن يواجه الواقع بحيرته الوجودية ، وفساده السياسى ، وتحلله الاجتماعى ، وليكن الشكل مايكون : متأرجحاً ما بين الزجل تقريباً فى (قريش) و(تاريخ) و(أنا اللى عاشق) والشعر أو قصيدة التفعيلة العامية فى (وجد) و(انتشال) وغيرهما .. ومابين مد الأرجل والاسترخاء فى الفضفضة وهو يكتب (شاهد ملك) أو إطلاق رصاصة شعرية فى القلب مباشرة : (حجر غزة) و (حزام ناسف) و(ساعة شجن) و(عيال بلدنا بجد) و(ولد) .
وبمناسبة عنوان هذه القصيدة الأخيرة ، يمكننا أن نتأمل مفردات الطفولة و"المعيلة" فى مجمل الديوان ، ومايمكن أن يكون خطاً متوازياً مع روح اليأس والإحباط السارية عبر الديوان ، هناك مثلاً ـ غير المفردات الداخلية ـ عناوين : عيال الحى ، وعيال بلدنا بجد ، ولعب عيال ، وسحابة بترخ عيال ، وعيل عجوز ، وهل الشاعر الحق ، من داخله إلا عيلاً !!!
حزين عمر